[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:85%;background-image:url('http://www.n3na3.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/31.gif');border:8px double indigo;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
الطفل والدفء العاطفي
لا شك أن كل طفل، هو كتلة من العواطف والانفعالات والتي قد لا تختلف عن مثيلاتها عند الكبار لدرجة أن الجنين وهو في
رحم أمه وبين أحشائها في تلك الظلمة يملك العواطف والانفعالات التي تذكرنا في كل لحظة وكل ثانية بعظمة الخالق سبحانه.
إن الجنين ـ ذلك الكائن الضعيف وضمن ظلمة الرحم ـ يتأثر بكل حركة من حركات أمه وكل سكنة من
سكناتها فيفرح لفرحها ويحزن لحزنها، وخلال أشهر الحمل يعتاد الجنين على دقات قلبها ونظام التنفس عندها حتى
أن أي اضطراب عند الأم ينعكس على جنينها، وقد أثبتت الدراسات العلمية حول الأجنة أن الجنين الهائج وكثير الحركة يمكن
أن يسكن هياجه وتهدأ حركته بمجرد سماع صوت قريب في تردده من دقات قلب الأم أو حتى من صوتها ولا عجب في
ذلك لأن الجنين يعتمد على أمه بشكل رئيسي ومن خلال الحبل السري يحصل على غذائه ممزوجا بجرعات العطف والحنان.
وعندما يواجه المولود نور الحياة ويصرخ صرخته الأولى يكون وجه أمه أول ما يألف مما حوله وتكون رائحتها
مصدر سعادته وابتسامته لدرجة أن صراخه ينتهي بمجرد سماع صوتها ويتحول بكاؤه إلى مناغاة تنشر البهجة
والسرور فيمن حوله وتنفرج أساريره بمجرد أن يشم رائحتها المميزة بالنسبة له، وهذه الرائحة تجعله يحرك رأسه باتجاه
حلمة الثدي، عند كل رضاعة، وهكذا يكتسب المولود شخصية المستقبل بدءا من هذه المراحل، وحيث إن السنوات
الأولى حساسة بالنسبة للطفل ويمكن أن تؤثر على شخصية المستقبل سلباً أو إيجاباً كان لابد من حسن التعامل
مع ذلك الطفل وعدم إهماله وأن تكون علاقة الأم بفلذة كبدها قوية ومتماسكة حتى لا تكون سبباً لتعاسته في المستقبل.
ومن أبرز الدلائل على تأثر الوليد بأمه ما أجراه العلماء من دراسات على حديثي الولادة: إذ لوحظ أن رضاعة
المولود تكون أقوى وأسرع عندما يسمع صوت أمه، وتصبح أضعف عندما يتغير لحن الصوت لشخص
آخر ويدل ذلك بوضوح على اعتياد الجنين على صوت أمه بدءاً من حياته في الرحم.
أما المثال الآخر الدال على عاطفية الطفل ومشاعره المتأججة ما نلاحظه عند ولادة شقيق له وبخاصة عندما ينصرف
اهتمام الأهل إلى الطفل الجديد، في هذه الحالة تتأثر نفسية الطفل الأول ويسعى جاهداً لأن يلفت نظر والديه واهتمامهم فيبلل
فراشه ليلاً ويصبح نزقاً كثير البكاء، كما تضعف شهيته للطعام أو تنعدم وقد تكون ظاهرة المشي ليلاً الضوء الأحمر الموجه للوالدين
لإعادة برمجة علاقتهم بطفلهم الأول ومنحه بعضاً من الحب والحنان من جديد، وقد لا يشعر الطفل بالحنان إلا في حضن أمه،
إذ يكفي أن ينام في حجرها ليلاً ليكون هذا خير علاج لبعض مظاهر القلق عنده كالأحلام المزعجة والكوابيس الليلية
التي يمكن أن يتعرض لها كثير من الأولاد في سنوات حياتهم الأولى والتي تدل على اضطراب في عواطفهم ونفسيتهم.
ومن المؤكد علمياً أن الشجار بين الأبوين من شأنه أن يؤثر سلبياً على مستقبل الأبناء وتكون العاقبة وخيمة والطامة كبرى
عندما ينفصل الأبوان في مرحلة باكرة من حياة الطفل ليكون هذا شرارة البؤس والكآبة في المستقبل، مما يجعله ينظر
إلى الحياة بمنظار أسود ولا يرى من خلاله إلا الألوان القاتمة والأحداث المحزنة والمأساوية.
وقد يكون تفضيل أحد الأبناء على إخوته إنذاراً بتدهور مشاعر هؤلاء الإخوة وانحسار عواطف الحب من قلوبهم
لتحل محلها الكراهية والغيرة والتي قد لاتحرق إلا قلب صاحبها وبذلك نسيئ إلى فلذة أكبادنا من حيث لاندري.
وهكذا لايقتصر دور الأم على منح فلذة كبدها اللبن والغذاء، بل تلعب دوراً مهما في منحه الحب والعطف والحنان وبناء
شخصيته المستقرة فتفتح أمامه أبواب الحياة السعيدة الهانئة وتذكره في كل لحظة بعظمة الآباء ودورهم في بناء الأجيال .
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]