'يوم عرفة' عيد المسلمين
على المسلم ان يستقبل أيام الله الخيرة ومواسم الطاعة العامة بالتوبة لله الصادقة النصوح، والانتهاء عما نهى وزجر، وأيام الخير مقبلة علينا، حيث يصادف غدا السبت يوم عرفة حيث قال سبحانه وتعالى (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)، وقال الحق جل جلاله بسورة البقرة (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) وقال تعالى (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ ءَامِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)، وفي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال أي آية؟ قال: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) 'سورة المائدة، قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قائم بعرفة يوم الجمعة، وها هي الدنيا تملئ من تلبية الحجاج طاعة لله سبحانه وتملئ الدنيا تلبية الحجاج قائلين (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك).
فحريٌ بك أخي المسلم أن تستقبل هذا اليوم بطاعة والتكبير والتهليل وتزداد قربة لله سبحانه فهو يوما عظيم وفضله كبير وأجره وفير، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اليوم الموعود : يوم القيامة، واليوم المشهود : يوم عرفة، والشاهد: يوم الجمعة) رواه الترمذي وحسنه الألباني، كما لا يخفى عليكم ان صيام يوم عرفة له من الاجر ما يعلمه الله فقد ورد عن أبي قتادة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن صيام يوم عرفة قال (يكفر السنة الماضية والسنة القابلة) رواه مسلم، ويستحب صيام يوم عرفة لغير الحاج، أما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة، لان الرسول صلى الله عليه وسلم تركه صيامه، ولفضل يوم عرفة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الحج عرفة) أخرجه أحمد فى مسنده.
وتتجلى المكارم صبيحة يوم العاشر من ذي الحجة وهو يوم عيد الأضحى المبارك فيقوم المسلمون صبيحة العيد بالتكبير وتكون صفتها ( الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد) ويجب على المسلم قبل ان يخرج لصلاة العيد الاغتسال والتطيب للرجال ولبس أحسن الثياب دون إسراف، ويكون الذهاب لمصلى العيد مشيا أن تيسر ذلك، ومن ثم تأدية صلاة العيد في الأماكن المخصصة لها، والسنة الصلاة في العيد أن يكون في مصلى العيد إلا إذا كان هناك عذر من مطر مثلا فيصلى في المسجد لفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
وبعد أداء الصلاة يكون ذبح الأضحية فهي سنة مؤكدة لقوله تعالى في سورة الكوثر (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَأنْحَرْ)، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من ذبح قبل ان يصلي فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح) رواه البخاري ومسلم، وتقسم الأضحية لثلاث أقسام ثلث لأهل البيت وثلاث للتصدق وثلث يهدى.
وختاما احرص ايها المسلم على أعمال البر والتقوى وصلة الرحم في هذا اليوم وزيارة الأقارب والأصدقاء وترك التباغض والحسد والكراهية، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحب ويرضى وان يهدينا لما هو خير.