قف قبل أن تغتاب
----------------------------
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
فهذه رسالة مختصرة في بيان دائين خطرين عم انتشارهما بين كثير من أبناء المسلمين ، من كلام أهل العلم كسماحة
الشيخ ابن باز والشيخ / ابن عثيمين والشيخ ابن جبرين حفظهم الله وأعلى منزلهم إنه سميع مجيب .
الوصية بتجنب الغيبة والنميمة
يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
وصيتي لكل مسلم تقوى الله سبحانه وتعالى في جميع الأحوال وأن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاماً ظهرت فيه
المصلحة لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه وذلك كثير بين الناس ، قال الله سبحانه وتعالى :
ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) [ ق : 18 ]
وقال تعالى : ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا) [ الإسراء : 36
] . وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فليقل خيراً أو ليصمت " .
وهناك أشياء قد يجرها الكلام الكلام ينبغي التنبيه عليها والتحذير منها لكونها من الكبائر التي توجب غضب الله وأليم عقابه وقد فشت في بعض المجتمعات ، ومن هذه الأشياء .
الغيبة
وهي ذكرك أخاك بما يكره لو بلغة ذلك سواء ذكرته بنقص في بدنه أو نسبه أو خلقه أو فعله أو قوله أو في دينه أو
دنياه بل وحتى في ثوبه وداره ودابته ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "
أتدرون ما الغيبة ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : " ذكرك أخال بما يكره " قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما
أقول ؟ قال : " إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته " رواه
مسلم .
والغيبة محرمة لأي سبب من الأسباب سواء كانت لشفاء غيظ أو مجاملة للجلساء ومساعدتهم على الكلام أو لإرادة
التصنع والحسد أو اللعب أو الهزل وتمشية الوقت فيذكر عيوب غيره بما يضحك وقد نهى الله سبحانه وتعالى عنها
وحذر منها عباده في قوله عز وجل :
( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن أن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل
لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم ) . [ الحجرات : 12] وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه " رواه مسلم وقال صلى الله
عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع : " إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم
هذا وفي بلدكم هذا ألا هل بلغت " رواه البخاري ومسلم . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم في تحريم الغيبة وذمها والتحذير منها كثيرة جداً .
مما ينبغي اجتنابه والإبتعاد عنه والتحذير عنه ( النميمة )
التي هي نقل الكلام من شخص إلى آخر أو من جماعة إلى جماعة أو من قبيلة إلى قبيلة لقصد الفساد والوقيعة بينهم
وهي كشف ما يكره كشفه سواء أكره المنقول إليه أو كره ثالث وسواء أكان ذلك لكلام بالقول أم الكتابة أم الرمز أم
بالإيمان وسواء أكان المنقول من الأقوال أم الأعمال وسواء كان ذلك عيباً أو نقصاً في المنقول عنه أو لم يكن فيجب
أن يسكت الإنسان عن كل ما يراه من أحوال الناس إلا ما في حكايته منفعة لمسلم أو دفع لشر .
والباعث على النميمة : إما إرادة السوء للمحكي عنه أو إظهار حب للمحكي عليه أو الاستمتاع بالحديث والخوض في
الفضول والباطل وكل هذا حرام .
وكل من حملت إليه النميمة بأي نوع من أنواعها فيجب عليه عدم التصديق لأن النمام يعتبر فاسقاً مردود الشهادة ، قال
الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة ) [ الحجرات 6 ] . وعليه أن ينهاه
عن ذلك وينصحه ويقبح فعله لقوله تعالى : ( وأمر بالعرف وانه عن المنكر ) ( لقمان 17 ) وأن يبغضه في الله وألا يظن به
خيراً لقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ) الحجرات 12 ] ولقول النبي صلى الله
عليه وسلم " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث " متفق صحته .وعليه ألا يتجسس على من حكى له عنه وألا يرضى لنفسه ما نهى عنه النمام فيحكي النميمة التي وصلته .
وأدلة تحريم النميمة كثيرة من الكتاب السنة منها قوله تعالى : ( ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم ) [ القلم 10 –
11 ] وقوله تعالى ( ويل لكل همزة لمزة ) [ الهمزة 1 ] وعن حزيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم " لا يدخل الجنة نمام " متفق عليه . وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ألا أنبئكم
ما العضة ؟ هي النميمة القالة بين الناس " رواه مسلم ، والنعمة من الأسباب التي توجب عذاب القبر لما روى بن عباس
رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال " إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال : بلى
كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة متفق عليه .
وإنما حرمت الغيبة والنميمة لما فيهما من السعي بالفساد بين الناس وإيجاد الشقاق والفوضى وإيقاد نار العدواة والغل
والحسد والنفاق وإزالة كل مودة وإماتة كل محبة بالتفريق والخصام والتنافر بين الأخوة المتصافين ولما فيهما أيضاً من
الكذب والغدر والخيانة والخديعة وكيل التهم جزافاً للأبرياء وإرخاء العنان للسب والشتائم وذكر القبائح ولأنهما من
عنواين الجبن والدناءة والضعف هذا إضافة إلى أن أصحابهما يتحملون ذنوباً كثيرة تجر إلى غضب الله وسخطه وأليم
عقابه .
ويقول فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالي
أيها المسلمون لقد شاع بين كثير من المسلمين داءان عظيمان لكن السلامة منهم يسيرة على من يسرها اللهه عليه . أيها
المسلمون فشا فينا داء الفيبة وداء النميمة .
أما الغيبة فهي ذكر الإنسان الغائب بما يكره أن يذكر فيه من عمل أو صفة فإن كثيرا من الناس صار همه في المجالس
أن يأكل لحم فلان وفلان فلان فيه كذا وكذا ومع ذلك لو فتشت لرأيته هو أكثر الناس عيباً وأسوأهم خلقاً وأضعفهم
أمانة وإن مثل هذا الرجل يكون مشؤوماً على نفسه ومشؤوماً على جلساته لأن جلساءه إذا لم ينكروا عليه صاروا
شركاء له في الإثم وإن لم يقولوا شيئاً .
أيها المسلمون لقد صور الله الإنسان الذي يغتاب إخوانه المسلمين بأبشع صورة مثلت بمن يأكل لحم أخيه ميتاً ويكفي
قبحاً أن يجلس الإنسان على جيفة أخيه يقطع من لحمة أخيه ميتاً ويكفي قبحا أن يجلس الإنسان على جيفة أخيه يقطع
من لحمة ويأكله .