بسم الله الرحمن الرحيم
إخوة الإيمان لقد دعانا الشرع الكريم إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإلى إحقاق الحقّ وإبطال الباطل ولقد كثرت في هذا الزمان عبارات فاسدة انتشرت بين كثير من الناس فحرصًا منّا على دين المسلمين نختار عبارتين فاسدتين للتحذير منهما في كلّ جمعة من الخطبة الثانية ، وأنت بدورك أخي المسلم علّم ما تعلّمت لغيرك حتّى يعمّ الخير ويحصل النفع العظيم بإذن الله فكم وكم من الناس لما يبلغهم التحذير من بعض العبارات الفاسدة الكفرية يرجعون عنها يتشهّدون للخلاص من الكفر ، فكما أنّ لخطيب الجمعة دورًا في التحذير من الكفر والضلال أيضًا كلّ واحد منكم له دور بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واليوم نحذّركم من قول بعض الناس بالعامّيّة " يسلم لي ربّك " لأنّ هذه العبارة معناها الدعاء لله بالسلامة . الله تعالى منـزّه عن كلّ عيب، الله منـزّه عن النقص عن العجز والجهل والتغيّر وكلّ ماهو من صفات الخلق ، الله هو السلام أزلاً وأبدًا، فالله لا يُدعى له بل يُدعى ، أي عباده يدعونه أي نحن ندعو الله نقول اللهمّ إنّا نسألك السلامة أي السلامة لنا، أمّا من قال :" يسلم لي ربّك " هذا خرج عن الدين والعياذ بالله تعالى .وكذلك ليس بمسلم من قال لشخص ءاخر : " الله يظلمك " لأنّه نسب الظلم إلى الله ، والله تعالى منـزّه عن الظلم قال الله تعالى : وما ربّك بظلام للعبيد أو بعض الناس يقولون والعياذ بالله :" الله يفتري عليك " فهذا أيضًا لا شكّ كفر وخروج عن الدِّين. وفي الختام إيّاك أخي المسلم أن تلتفت إلى وسوسة شيطان أو تشويش إنسان جاهل كأن يقول لك لم هذه الجمعية تكثر الحديث عن هذا الموضوع من قال كذا يكفر ومن قال كذا خارج عن الدِّين لم يكثرون من هذا الكلام ، فليكن جوابك حاضرًا وسريعًا وصريحًا ، قل له : إن كنت في سيّارتك وجاء من يقول لك انتبه بعد مسافة كذا هناك (جورة كبيرة) حتى لا تقع فيها ، كم تشكر هذا الإنسان لأنّه أرشدك لما فيه سلامتك وسلامة مالك فكيف بمن يرشدك للسلامة في دِينك فالسلامة في الدِّين لا يعدلها شىء، نعم السلامة في الدِّين لا يعدلها شىء ، اللهمّ إنّا نسألك السلامة في الدنيا وفي الآخرة يا الله ، إنّك على كلّ شىء قدير