[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
أخـــــــــــلاق اليهـــــــــــود
قال وهب بن منبه : خرج عيسى عليه السلام يسيح في الأرض ، فصحبه يهودي ، وكان معه رغيفان ، ومع عيسى عليه السلام
رغيف واحد ، فقال له عيسى عليه السلام :تشاركني في طعامك ؟
قال اليهودي : نعم . فلما علم أن ليس مع عيسى عليه السلام إلاّ رغيف واحد ، ندِمَ ...
فقام عيسى عليه السلام إلى الصلاة ، فذهب صاحبه اليهوديّ وأكل رغيفـًا ، فلمّا أتمّ عيسى عليه السلام صلاته ، قدّما طعامهما ، فقال
عيسى عليه السلام لصاحبه : أين الرّغيف الآخر ؟
فقال اليهوديّ : ما كان إلاّ رغيفًا واحدًا . فأكل عيسى عليه السلام رغيفه ، وأكل صاحبه رغيفه ، ثم انطلقا ، فجاءوا إلى شجرة ، فقال عيسى عليه السلام لصاحبه : لو أننا بتنا تحت هذه الشجرة حتى نصبح ؟
فقال : افعل . فباتا ثم أصبحا منطلقين ، فلقيا أعمى ، فقال له :
أرأيت إنْ أنا عالجتك حتى يرد اللهُ بصرك فهل تشكره ؟ قال : نعم .
فمس بصره ودعا الله به فأبصر .
فقال عيسى عليه السلام لليهوديّ : بالذي أراك الأعمى يبصر ، أما كان معك من رغيف آخر ؟
فقال : واللهِ ما كان إلاّ رغيفٌ واحد .
فسكت عيسى عليه السلام عنه .
فمرّا بظباء ترعى ، فدعا عيسى عليه السلام ظبيًا منها فذبحه ، ثم أكلا منه ، ثم قال عيسى عليه السلام للظبي : قـُمْ بإذن الله ، فقام .
فقال الرجل اليهوديّ : سبحان الله .
فقال عيسى عليه السلام : بالذي أراك هذه الآية ، منْ أكل الرّغيف الثالث؟
فقال الرجل : ما كان إلاّ رغيف واحد .
فمضيا فمرّا بنهر عظيم ، فأخذ عيسى عليه السلام بيده فمشى به على الماء حتى جاوزاه .
فقال الرجل : سبحان الله .
فقال عيسى عليه السلام : بالذي أراك هذه الآية من صاحب الرغيف الثالث ؟
فقال الرجل : واللهِ ما كان إلاّ رغيف واحد .
فخرجا حتى أتيا قرية عظيمة خربة ، وإذا قريب منهما ثلاثة أحجار كبيرة
من ذهب . فقال عيسى عليه السلام : واحدة لي ، وواحدة لك ، وواحدة لصاحب الرّغيف الثالث .
فقال الرجل : أنا صاحب الرغيف الثالث ، أكلتُه وأنت تُصلّي .
فقال عيسى عليه السلام : هي لك كلها ، وفارقه ، فأقام الرجل عليها
ليس معه ما يحملها عليه ، فمرّ به ثلاثة نفر فقتلوه وأخذوا الذّهب ، فقال اثنان منهم للثالث : انطلق إلى القرية فأْتِنا بطعام ، فذهب ، فقال أحد
الاثنين الباقيين : نقتلُ هذا إذا جاء ونقسّم هذا بيننا . قال الآخر : نعم .
وقال الثالث الذي ذهب يشتري الطّعام : أجْعَلُ في الطّعام سُمًّا ، فأقتلهما وآخذ الذّهب وحدي ، ففعل ما أملاه عليه شيطانه ، فلمّا عاد بالطعام المسموم أكلاه بعد أنْ قتلاه فماتا هما أيضًا بجوار الذّهب ، فمرّ
سيدنا عيسى عليه السلام بعد ذلك ، وعندما رأى الأربعة صرْعى عند الذّهب أشار إليهم وإلى الذّهب قائلاً لمن معه من الحواريين :
هكذا الدُّنيا تفعل بأهلها فاحذروها
منقول[/align]