ياتي بخير
من أعْظمِ وَ أجلِّ نِعمِ اللهِ-تعالى- علَى عَبْدِهِ:الإِيمَآنُ.
وَ قَدْ جعل اللهُ-عَزَّ وَ جَلَّ- الإِيمَآنَ شُعباً تَزيدُ مِنْ إيمآنِ المُؤمِنِ بِفعلها ، وَتَنْقُصُ مِن إيمانه بِترْكِهَا.
وَ مِنْ شُعبِ الإِيمَآن التي حثَّ عليهآ الشَّرْعُ ، وّبيَّنَ فضِيلتَهَا: شُعْبَةُ الحَيَاءِ.
قال عليه الصلاة والسلام: (الحَيَاءُ لا يَأْتِي إِلا بِخَيْرٍ) متفق عليه.
والحياء هو انقباضُ النفسِ وابتعادُها عما يُذَمُّ فعله، فصاحب الحياء
لا تراه إلا حَسَنَ الخُلُق، عفَّ اللسان، كريمَ السجايا والخصال.
ياتي بخير
فالحياء يمنع الإنسان من فعل القبائح والآثام، ويقوده إلى
المكارم والفضائل، أما من عُدِمَ الحياء فلا يردعه
رادع عن اقتراف المعاصي وارتكاب الرذائل.
ياتي بخير
الحياء أنواع عديدة منها:
1ـ الحياء من الله تعالى، وهو أعظم أنواع الحياء، ويكون الحياء
من الله بتعظيمه وإجلاله، واستحضار مراقبته، فيؤدي به ذلك إلى
الحرص على مرضاة الله تعالى، وفعل ما يحبه الله والاجتناب عمَّا يسخطه.
ويقود ذلك إلى تحقيق مقام الإحسان، وهو أن تعبد الله..
كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
2ـ الحياء من الناس، بأن يحسن التعامل معهم، ويبتعد عن الإساءة إليهم.
3ـ الحياء من النفس، فمن كان عنده (وازعٌ نفسيٌّ) يراقب نفسَهُ
ويحاسبها ويستحي من فعل القبائح فهو أجدر بأن يستحي من غيره.
عن عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قال: مَرَّ النَّبِي
صلى الله عليه وسلم عَلَى رَجُلٍ وَهْوَ يُعَاتَبُ فِي الْحَيَاءِ
يَقُولُ إِنَّكَ لَتَسْتَحْيِي حَتَّى كَأَنَّهُ يَقُولُ قَدْ أَضَرَّ بِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ
صلى الله عليه وسلم: (دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الإِيمَانِ). متفق عليه.
وقال عليه الصلاة والسلام: (الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ
شُعْبَةً وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ) متفق عليه.
عَبقُ خِتآم
الحَيآء
رِسَآلةٌ أحببتُ أنَّ أُوصِلها لِنفسي وَ لكم
أسألُ الله أن يَستُرني وَ إيآكم بِثَوبِ الحيآء ياتي بخيرياتي بخير
وصلَّ اللهُ على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً