عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-28-2025, 04:19 PM
نجوم نعناع
البرنسيسة غير متواجد حالياً
Iraq     Female
لوني المفضل Black
 رقم العضوية : 63
 تاريخ التسجيل : Mar 2025
 فترة الأقامة : 27 يوم
 أخر زيارة : 04-03-2025 (12:02 AM)
 الإقامة : بغداد
 المشاركات : 2,329 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : البرنسيسة is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي كيف كان يقضي الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة؟



إذا كان يوم الجمعة يفضل على غيره من أيام السنة بفضائل كثيرة، وخصائص كبيرة ورد في تحديدها نصوص الحديث الشريف، فإنه يحسن بنا أن نتعرف على هدي النبي ﷺ في هذا اليوم الفضيل، وكيف كان ينتهز هذه الفضائل ويعمر يومه بأنواع الطاعات والقربات، وكيف كان يقضي الرسول يوم الجمعة خلال ما قرأناه من سيرته العطرة، وقد كان هدي النبي ﷺ في ذلك خير الهدي وأحسنه وأكمله، بل جاء الأمر بطلب هذا الهدي وتحريه واتباعه، يقول الله تعالى ﴿وَاتَّبِعُوهُ ‌لَعَلَّكُمْ ‌تَهْتَدُونَ﴾ [الأعراف: 158]، ويقول: ﴿‌وَإِنَّكَ ‌لَتَهْدِي ‌إِلَى ‌صِرَاطٍ ‌مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52] وقال عليه الصلاة والسلام: (وخير الهدي هدي النبي) [رواه مسلم]. بالإضافة إلى هذا، أن النبي ﷺ قد علم أمته – وهو القائد المرشد – إلى هذه الفضائل التي تجتمع في يوم الجمعة، وأرشد إلى الانتفاع بها بالصلاة والذكر والتقرب إلى الله.
جاء في المسند من حديث أوس بن أوس، عن النبي ﷺ «من أفضل أيامكم يوم الجمعة. فيه خُلِق آدم، وفيه قُبِض، وفيه النَّفخة، وفيه الصَّعقة. فأَكثِروا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليَّ». قالوا: يا رسول الله، وكيف تُعرَض صلاتُنا عليك، وقد أرَمْتَ؟ (يعني: قد بليتَ)، قال: «إنَّ الله عزَّ وجلَّ حرَّم على الأرض أن تأكل أجسادَ الأنبياء» [صحيح أبي داود].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: «خيرُ يومٍ طلعت فيه الشمس يوم الجمعة؛ فيه خُلِق آدم، وفيه أُهبِط، وفيه تِيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة. وما من دابة إلا وهي مُصِيخة يوم الجمعة من حين تُصبح حتى تطلعَ الشمسُ شفقًا من الساعة إلا الجنَّ والإنسَ. وفيها ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلِّي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه»، وذلك في كل يوم جمعة. [الموطأ وصحيح أبي داود].
هذه الأحاديث وغيرها وهي كثيرة تثبت خصوصية هذا اليوم لأمة محمد ﷺ وتجمع بين فضائل يوم الجمعة في الدنيا والآخرة:
أما شرف يوم الجمعة وفضله في الدنيا، فإنَّ الله عزَّ وجلَّ جمَع فيه أمرَ الخلق. وأما ما يرجى فيه لأهله، فإنَّ فيه ساعةً لا يوافقها عبد مسلم أو أمة مسلمة يسأل الله فيها خيرًا إلا أعطاهما إياه.
وأما شرفه وفضله في الآخرة فإن الله تبارك وتعالى إذا صيَّر أهل الجنة إلى الجنة وأهلَ النار إلى النار جرَت عليهم هذه الأيامُ وهذه الليالي، ليس فيها ليل ولا نهار.. فإذا كان يومُ الجمعة حين يخرج أهل الجمعة إلى جمعتهم نادى أهلَ الجنة منادٍ: يا أهل الجنة، اخرجوا إلى وادي المزيد. ووادي المزيد لا يعلم سعتَه وطوله وعرضه إلا الله.. فهو يوم المزيد يزيد الله المؤمنين من أهل الجنة من الخيرات والإحسان، ويحل عليهم رضوان الله[1]. لذلك أطلق على يوم الجمعة بيوم المزيد إشارة ما ادخره الله للمؤمنين في جنات النعيم
وكان النبي ﷺ في يوم الجمعة يغتنم جميع لحظاته بما يقربه إلى الله تعالى من الأعمال الصالحة، ومن ذلك ما يأتي:
1 – كان من هدي النبي ﷺ تعظيم يوم الجمعة، وتشريفه، وتخصيصه بعبادات يختصَّ بها عن غيره، وكان الرسول يقرأ في فجره بسورتي (الم تنزيل) السجدة و (هل أتى على الإنسان). وذكر العلماء حكمة قراءة هاتين السورتين فجر يوم الجمعة:
جاء في زاد المعاد لابن القيم “أن النبي – ﷺ – كان يقرأ هاتين السورتين في فجر الجمعة لأنهما تضمَّنتا ما كان ويكون في يومها، فإنهما اشتملتا على خلق آدم وعلى ذكر المعاد وحشر الخليقة، وذلك يكون يوم الجمعة، فكان في قراءتهما في هذا اليوم تذكير للأمة بما كان فيه ويكون.
2- استحباب كثرة الصلاة على النبي ﷺ على وجه الخصوص، جاء الأمر بذلك يوم الجمعة وليلته من السنن الثابتة، وقد تقدم الحديث في رواية أوس بن أوس رضي الله عنه، يقول: “فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ “.
وقد أحسن ابن القيم حين أشار إلى فائدة إكثار الصلاة على النبي ﷺ يوم الجمعة وليلته فقال:
“رسول الله – ﷺ – سيِّد الأنام، ويوم الجمعة سيِّد الأيام، فللصلاة عليه في هذا اليوم مزية ليست لغيره، مع حكمة أخرى وهي أنَّ كلَّ خير نالته أمته في الدنيا والآخرة فإنما نالته على يده، فجمع الله لأمته به بين خير الدنيا والآخرة. وأعظمُ كرامة تحصل لهم فإنها تحصل يوم الجمعة، فإنَّ فيه بعثهم إلى منازلهم وقصورهم في الجنة، وهو يوم المزيد لهم إذا دخلوا الجنة. وهو عيدٌ لهم في الدنيا، ويومٌ فيه يُسعفهم الله تعالى بطلباتهم وحوائجهم، ولا يردُّ سائلهم. وهذا كلُّه إنما عرفوه وحصل لهم بسببه وعلى يده، فمِن شكره وحمدِه وأداءِ القليل من حقِّه – ﷺ – أن يُكثَر من الصلاة عليه في هذا اليوم وليلته”



 توقيع : البرنسيسة


رد مع اقتباس