وقد ظل النبي صلى الله عليه وسلم شهورا يرتب لحظة الخروج، فاختار الرفيق وفق معايير الثقة والمحبة، واتخذ الراحلة بعد تمام إعدادها، واختار دليل الطريق، وناقل الأخبار، ومن يزودهم بالطعام والشراب في الصباح وفي المساء، وجعل من ينام مكانه تعمية على العدو، وخرجا من منفذ غير معهود من البيت، وسرى ليلا ولم يخرج نهارا، وبدل أن يتجه شمالا جهة المدينة حوَّل وجهته جنوبا جهة اليمن؛ تغريرا بالطلب وإمعانا في التمويه، واختبأ في الغار ثلاثة أيام حتى فترت الجهود المحمومة، وجعلا عامر ابن فهيرة يطمس آثار الأقدام ومعالمها من بعدهما إلى غير ذلك من الأمثلة.
|