[all1=FFCC99][align=center]بسم الله و الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فقد روى الإمام مسلم في صحيحه بسنده عن عائشة؛ أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمي افتلتت نفسها. وإني
أظنها لو تكلمت تصدقت. فلي أجر أن أتصدق عنها؟ قال :نعم.
افتلتت نفسها :أي ماتت بغتة وفجأة .
وروى أيضا عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من
صدقة جارية. أو علم ينتفع به. أو ولد صالح يدعو له).
قال العلماء: معنى الحديث إن عمل الميت ينقطع بموته وينقطع تجدد الثواب له، إلا في هذه الأشياء الثلاثة. لكونه كان
سببها. فإن الولد من كسبه. وكذلك العلم الذي خلفه من تعليم أو تصنيف، وكذلك الصدقة الجارية .
ورد عن دار الإفتاء السعودية :
الذي دلت عليه نصوص الشريعة انتفاع الميت بصدقة الحي عنه، ودعائه له،فإذا أخلص المتصدق في صدقته عن الميت ،
وفي دعائه له، انتفع الميت، وأثيب الداعي والمتصدق فضلاً من الله ورحمة، وحسبه أن يعلم الله منه الإخلاص وحسن
العمل، ويأجر الطرفين .و يجوز إهداء ما ورد به الشرع المطهر من الأعمال . كالصدقة ، والدعاء ، وقضاء الدين ، والحج
والعمرة إذا كان المحجوج عنه ميتا أو عاجزا . لكبر سنه ، أو مرض لا يرجى برؤه ، وهكذا من تؤدى عنه العمرة ؛ لأنه
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة ما يدل على ذلك .
وجاء في الكتاب العزيز ما يدل على شرعية الدعاء للمسلمين أحياء أو أمواتا ، مثل قول الله سبحانه : وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ
بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }
فالخير لا يضيع ثوابه والصدقة تنفع صاحبها حيًّا و ميتا إذا كان الغرض منها ابتغاء وجه الله ، والصدقة دليل على تقوى
المؤمن وحبه للخير فهذا الرجل الذى ذهب يسال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثواب الصدقة يتصدق بها على أمه
المتوفاة وقد كانت تريد الوصية بالصدقة قبل موتها لكن الموت عاجلها قبل أن تتكلم ، ولقد أجاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم الرجل حين استفهم عن ثواب الصدقة يصل إلى أمه بعد موتها بالايجاب، و بيَّن له أن ثواب الصدقة يلحق الميت
،وينفعه بعد موته .
للصدقة مجالات عديدة جدًّا يصعب حصرها، ولكن يمكن الإشارة إلى بعض هذه المجالات على سبيل الاختصار :
1 - الإنفاق على الفقراء والمحتاجين وإسقاط الديون عن المدينين.
2 - بناء المساجد والإنفاق عليها وعلى الأئمة والمؤذنين والقائمين عليها .
3 - سقي الماء وحفر الآبار في الأماكن التي لا يصل إليها الماء.
4 - إطعام الطعام وشراء الملابس وتوزيعها .
5 - الإنفاق على طلب العلم وشراء الكتب والأدوات الدراسية لهم .
6 - طباعة الكتب والأشرطة الإسلامية وتوزيعها على المسلمين .
7 - توزيع المصحف الشريف على الشعوب الإسلامية في العالم .
8 - الإنفاق على حلقات تحفيظ القرآن الكريم ، ورصد المكافآت للطلاب والمدرسين.
9 - بناء المدارس ودور العلم والمستشفيات .
10 - بناء الملاجئ و دور الأيتام والمسنين والمساكن للغرباء من طلبة العلم وأبناء السبيل .
11 - الصدقة على فقراء الحجاج والمعتمرين والزوار وتوفير الطعام والشراب والمراكب لهم .
12 - الإنفاق على الأرامل والأيتام وكبار السن .
13 - الإنفاق على الجهاد والمجاهدين ودعم المستضعفين من المسلمين في كل مكان.
14 - مساعدة الشباب المسلم على الزواج حتى لا تشيع الفاحشة في المجتمع .
15 - الإنفاق على الدعاة وإرسالهم إلى مشارق الأرض ومغاربها .
16 - رعاية الأقليات المسلمة في العالم، وربطهم بدينهم حتى لا تذوب هويتهم الإسلامية في تلك المجتمعات .
17 - تخصيص الأموال للجوائح والعوارض الطارئة كالحرائق والأمراض والكوارث والزلازل والسيول وغيرها.
18 - الإنفاق على مغاسل الأموات التي تقوم بتجهيز الموتى مجاناً .
والله أعلم [/align][/all1]