قضية قد تعيد صياغة قوانين وانظمة الاحتراف
«دلال» البلوي .. وأزمة عقد «نور»
مازال اختلاف الطرح الاعلامي واضحاً في قضية عقد اللاعب الدولي محمد نور الذي اثير مؤخراً عندما تقدم بشكواه الرسمية ضد ناديه الاتحاد، فهناك من يدافع ويحاول ان يصور القضية بأنها شأن داخلي لا يتعلق سوى بنادي الاتحاد فقط وهناك من يحاول ويسعى ان يكشف المستور وآخرون يرون بانه لا يوجد ما يكشف ويكفي اعتذار اللاعب لرئيس النادي والاعضاء والجماهير،
والحقيقة التي لا يجب ان نغفلها ان كل واحد ينظر للقضية بمنظوره الخاص وميوله الذي يطغى على المصلحة العامة احياناً..
ورغم كل ذلك ما زالت الامور غامضة والكل يبحث عن الحقيقة فمن هو صاحب الحق «نور» ام «الاتحاد» واذا كان نور صاحب الحق لماذا يتراجع ويعتذر وان كان شقيقه عبدالقادر هو من تقدم بتلك الشكوى دون علمه فكيف حصل على التوكيل وان كان التوكيل غير سليم لماذا لم تتم مساءلة شقيقه، اسئلة كثيرة لم تجد اجابة مقنعة ووافية لمعرفة الحقيقة.
ولكن البحث عن الحقيقة لا يجب ان يكون لمعرفتها فقط وانما للوقوف على امور كثيرة ولاصلاح ما يجب اصلاحه بكل صدق وشجاعه فالقضية شائكة ولا يجب ان تنتهي بمجرد اعتذار بعد ان رفعت بشكل رسمي فنحن بحاجة الى عدم تكرار مزيد من الاخطاء في المرحلة القادمة ويجب ان يكون الحال مختلفاً عما كان سابقاً.
البعض يرى بأن نور بريء والاتحاد ايضاً وان ثمة طرفاً ثالثاً في القضية يهمه اثارتها وهناك من حاك مؤامرة ضدهما..
قد نؤمن بان ذلك صحيح ومع ذلك لا يمنع هذا من معالجة القضية بصورة رسمية واضحة من خلال لجنة خاصة باشراف اتحاد الكرة ولجنة الاحتراف لدراسة ابعاد القضية وتفاصيلها..
لا يهم من هو الجاني ومن هو المجني عليه سواء نور او الاتحاد او الطرف الثالث لا يهم المهم هو سرد الحقائق وعلى تلك اللجنة ان توضح للجميع وببيان رسمي للملابسات والعقوبات وفي صالح وضد من اما اذا مرت مرور الكرام فسيكون مردودها سلبياً ليس على اللاعب وادارة الاتحاد فقط وانما على الرياضة السعودية بصفة عامة.
والسؤال الغريب لماذا تلتزم الرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة بالاتحاد السعودي الصمت ولم تتدخل بشكل علني ومباشر في حل القضية وما نخشاه ان نرى الكثير من السلبيات تقوم بها ادارات الاندية سواء في عقود اللاعبين والمدربين ان لم نلمس أي تحرك منها.
وما نبحث عنه الآن هو الوقوف وبشكل حازم امام مثل هذه التصرفات سواء كانت من نادي الاتحاد او من أي نادي آخر وفي المقابل من نور او غيره من اللاعبين ان كان مخطئاً واذا كان نور على حق كيف قبل اتحاد الكرة عقد لاعب محترف تم عليه شطب وتعديل وهذا من ابسط ابجديات التعاقدات بان أي كشط او تغيير يلغي العقد ولا يعتد به من الاساس.
وما نتمناه ان تكون هناك جهة قضائية «رياضية» تختص بالفصل في النزاعات الرياضية تضم مستشارين ومختصين قانونيين قادرين على الفصل في مثل هذه القضايا الرياضية وغيرها وتضمن حقوق الجميع دون استثناء لاعبين واداريين ومدربين.
وسبب اثارة القضية يرى البعض انه منصور البلوي رئيس نادي الاتحاد الذي عرف بدلاله «ودلعه» لبعض اللاعبين ووقوفه مع بعضهم في الاعوام الماضية والبعض يخشى ان نور قد تمادى ولم يجد معه اسلوب «الدلع» الذي ينتهجه البلوي فقام بما قام به لمعالجة امر معين وبالضغط على البلوي بهذه الطريقة التي وضعت نور في موقف محرج للغاية مع الجميع ومع البلوي الذي لم يبخل عليهم بشيء.
ام ان لائحة وانظمة الاحتراف هي السبب وبحاجة لاعادة صياغة من جديد والنظر فيها بما يكفل حقوق جميع الاطراف وبالشكل الذي لا يسمح بالتلاعب على الاطلاق.