الرضا،لما كان أكرم الخلق صلى الله عليه وسلم،ينام على الحصير
ويرقع ثوبه بنفسه وتمر عليه قرابة الثلاثة أشهر دون أن يتذوق
فيها سوى التمر والماء،وعلامة رضا الله عليك،أن يُيسر لك الطاعات
ويباعد عنك المحرمات،فإذا كنت على طاعة دون أن تغتر
بها،فاعلم أن الله عز وجل راضٍ عنك،لأن البعض إذا أحس بفضل الله
ومنته عليه بالطاعة والهداية،يغتر بذلك ويأمن من مكر الله
تعالى،فيشعر إنه من خواص عباد الله الصالحين،
وهذا من العُجب والغرور والعياذ بالله،والله تعالى
يقول(يا أَيها الإنسان ما غرك بربك الكريم)
الإنفطار،فرضا الله عز وجل هو محض فضل ومنة منه تعالى علينا، وليس بجهدٍ منا،
فالله تعالى وحده هو الذي وفقك
لفعل الطاعات وفعل ما يُرضيه عنك،
قال تعالى(يمنون عليك أَن أَسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل اللَّه
يمن عليكم أَن هداكم
للإيمان إن كنتم صادقين)
الحجرات،إنك بحاجة لتكون أكثر دقةً في تعاملك مع الله حال رضاه سبحانه وتعالى؛
لأن الوصول إلى رضا
الله سبحانه وتعالى سهل،أما الثبـات عليه صعب،قال تعالى
(يثبت الله الذين آَمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة)
إبراهيم،فكيف تثبُت على رضا الله،أولاً،ارض عنه كما رضي هو عنك،
قال تعالى(رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم)
المائدة، ارض به إلهاّ لك،لا شريك له،فأنت راضٍ بعبوديته
وبطاعته وبدينه وبكتابه وبنبيه صلى الله عليه وسلم،وإن رضيت
بكل ذلك،صرت من أهل الجنة،
عن أبي سعيد رضي الله عنه،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال
(من رضي بالله رباّ،والإسلام
ديناّ،وبمحمد رسولاً وجبت له الجنة)صحيح مسلم،
فكل ما يرضي الله عز وجل،يرضيك،ارض بما قسمه الله
لك،بشكلك،بحالك،بمكانك،بمستوى معيشتك،
كن في تمام الرضا عن الله على كل حال،
والرضا من أعمال القلوب،التي هي أفضل
وأهم من أعمال الجسد (الجوارح)وكلاهما مطلوب،
وإذا رضيت عن الله، فستنعم بالسرور بالله،يقول ابن القيم رحمه
الله،ثمرة الرضا،الفرح والسرور بالرب تبارك وتعالى،مدارج السالكين،
فإذا رضي العبد عن ربه بالقليل من الرزق،رضي ربُّه
عنه بالقليل من العمل،ثانياّ،الصبـر على رضا الله عز وجل
بأن تصبر على أوامره ونواهيه وأقداره المؤلمة،وحتى لو كان الله عزَّ
وجل راضٍ عنك، عليك أن تستعجل على رضاه،
كما قال موسى عليه السلام(وعجلت إليك رب لترضى)طه،فابحث عن الأشياء
التي ترضيه وافعلها،اذهب إلى والديك وتأكد من رضاهما عنك،
يقول النبي صلى الله عليه وسلم(رضا الرب تبارك وتعالى في
رضا الوالدين،وسخط الله تبارك وتعالى في سخط الوالدين) رواه البزار وحسنه الألباني
،احمد الله بعد تناول الطعام والشراب،عن
أنس رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(إن الله تعالى ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة
فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها)
رواه مسلم،وهكذا احرص على الحفاظ على رضا الله تعالى عنك،
لأن رضوان الله عز وجلّ لا يُعطى لأي أحد
وهو أعظم من نعيم الجنة كلها،
قال تعالى(وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأَنهار
خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان
من الله أَكبر ذلك هو الفوز العظيم)التوبة،
فلا تترك الشيطان يخدعك ويجعلك تخسر رضوان الله تعالى
عليك،لأن الشيطان يصاب بغيرة شديدة ويشتعل فيه الغضب
والحسد كلما رأى رضا الله على العبد،
اللهم ارضى عنا واهدنا ووفقنا الى كل ما تحب وترضى