وبشر الصابرين
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
بسلام المحبين والذي به يحلو الكلام أبدأ حديثي وأُعطره بالصلاة والسلام على النبي الأمين وآله الميامين ، وأُنير حروفي وكلماتي بالشعاع الزاهي الساطع في فضاء الكون والصادر من خيرة الأنام وأولياء الله العظام ، ومن حبهم فيه الأمان من سعير النيران ، ليكون حديثي معكم أيها الأفاضل حديثاً مباركاً في يومٍ من أيام شهر شعبان يحوي الخير ويُشرق بزينة الأعمال ، لنسعد فيه بذكر الرحمن ونُهنئ أنفسنا بحلوله علينا ونحن بصحة وعافية قد بَلغَنَا الله إياه لنجمع فيه المغفرة والإحسان والأجر العظيم من رب الأنام ، لكونه أحد أيام شهر خير الأنام وهو أحد أيام الجمع الطيبة التي صيرت فيه العيد عيدان ، عيد تتويج الأعمال في نهياة الأسبوع بالتهيؤ للسعي الحثيث لملاقاة خالق الأنام والتواصل معه من خلال صلاة الجمعة المباركة والتي فيها عظيم الثواب
وأما كونه عيداً ثانياً فذلك لاحتوائه على البشارة لكم أيها المؤمنون بإطلالة إمام الزمان عليه الصلاة والسلام فهو اليوم المُبشر بقرب إشراقة نور من بيده غوث المستضعفين ونصر الدين وإزهاق أرواح المنافقين والمتجبرين العاثين في الأرض الفساد
نعم أيها الكرام إن هذا اليوم العظيم قد طل علينا وفيه نداءٌ جميل يسمعه من يحوي لبه فكراً صافياً وتحوي نفسه الطيبة ويحوي قلبه الشوق لإشراقة من يُسعد البشرية بدولة العدل الإلهي والتي سيشع نورها في آخر الزمان ، يسمع نداء السماء بآذان قد طهرت بسماع الذكر الجميل وترفعت عن سماع لغو الشياطين الصام عن سماع كل ما هو جميل ، نعم في هذا اليوم يطرق مسامع المؤمنين نداءٌ طيب يحوي البشارة بولادة نور الله والقائم بعدله بعد يوم أو يومين فهو قريبٌ قريب ، وفيه الحث على الإستعداد لاستقبال ذلك النور البهي لمنقذ البشرية من الضلال
فتهيئوا يا مؤمنون للنصف من شعبان وفرغوا انفسكم للعمل بما فيه رضا الرحمن ، قوموا بين يديه متضرعين خاشعين خاضعين ، ادعوه بقلب سليم أن يعجل الله في طلعة ولي الزمان ففي ذلك تعجيل لفرجكم ، واستنقاذكم من أيادي المجرمين ، الذين طغوا في الأرض وأفسدوا الحرث والنسل ويحسبون أنهم باقين ، واعملوا لما فيه قرب الفرج ولا تتكاسلوا عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتواصلوا فيما بينكم وأزيلوا ما في النفوس من شحناء لبعضكم البعض ، لتكونوا بذلك مهيأين لاستقبال نور الله العظيم ومبايعته على الجهاد بين يديه ومحاربة المتجبرين
بارك الله فيكم وأسعد أيامكم بالخير وهنأكم بهذه المعرفة الطيبة بإمام زمانكم والذي سيسلك بكم طريق الهدى لتكونوا غداً في زمرته إلى جنات النعيم
ومباركٌ عليكم هذا اليوم وما بعده من أيام هذا الشهر العظيم ، وأهنؤكم بقرب الولادة الميمونه لصاحب العصر وإمام الزمان والتي ستصادف اليوم الأحد والذي فيه تزهو الدنيا وتشرق شمس صباحه بزينة أنواره وجمال صورته والتي لولاها لساخت الأرض بمن عليها ولاضمحل الوجود ، فبوجوده المبارك بقيت الحياة تتحدى من يحاول قتلها من الفجار والفاسقين
مباركٌ عليكم إحياء ليلة النصف من شعبان ويومها بصالح الأعمال ومبايعة إمام الزمان عليه وآبائه أفضل الصلاة واتم التسليم
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
آخوكم
عاشق الريال مدريد