هل يسقط الهلال حتى يستريحوا؟!
المشكلة الكبرى التي تعانيها الممارسة النقدية في إعلامنا الرياضي هو محاولة تكريس مبدأ الرأي والرأي فقط، والسعي بكافة السبل نحو إقصاء وخنق الرأي الآخر عبر ممارسات تضليلية تصل حد تشويه الحقائق بل طمسها.
خذوا مثلا.. فهذا الهلال الذي لا يتربع على عرش الأفضلية المحلية وحسب إذ يبسط نفوذه على الصعيد الآسيوي حيث تؤكد الأرقام بأنه سيد أكبر قارات العالم بلا منازع، يواجه كل صنوف الأكاذيب والأضاليل لإيهام الآخر بأن كل تلك البطولات التي حققها والإنجازات التي تفرد بها ما كانت لتتأتى له لولا صافرة حكم هنا، ونفوذ مسؤول هناك، ويراد من المتلقي أن يؤجر لهم عقله، ويمسخ فكره كي ينسجم وتلك الإدعاءات التي لا تنطلي على كل ذي بصيرة.
مثل تلك الممارسات النقدية المستهجنة ليست وليدة اليوم، فهي قديمة بقدم فكر العاجزين عن مجاراة الألق الأزرق، بيد أن الفارق في الأمر أن عصر الفضاء المفتوح ألغى السوق السوداء التي كانوا يجدون فيها أرضا خصبة لترويج بضاعتهم "المضروبة" حيث أصبح الجيل الشاب الجديد على مستوى من الوعي بحيث يستطيع ان يفرق بين الغث والسمين وبين الصالح والطالح، بعد أن استطاعوا ردحا من الزمن من أن يمرروا فكرهم المأسور بالوهم والمتخم بالتضليل على أجيال بات بعضها يعاني من أنيميا في الفكر وكساح في الوعي.
بالأمس حاول بعض المروجين للأكاذيب ممن امتهنوا سياسة "اكذب اكذب حتى تصدق كذبتك" أن يسوقوا للشارع الرياضي أن الهلال صار يتسول الفوز تارة ويتحين سرقته تارة أخرى في ما تبقى من مبارياته سعيا للاحتفاظ بلقب الدوري، وتلك أكذوبة جوفاء لكن بقدر سخافتها إلا أن لها بُعداً مفضوحاً، وهو محاولة رسم خط رجعة أمام جماهيرهم عند عجزهم عن اختطاف اللقب.
كثرة هي الأكاذيب التي لازالت تلوكها ألسنتهم وتتقيأها أقلامهم ضد كل ما هو أزرق، إلى حد أن البعض منهم لم تعد له قيمة في بورصة النقد إلا بارتفاع أو انخفاض مؤشر حقده تجاه الكيان الهلالي، ولعل ما يؤسف له ان ثمة من غزا البياض شعرهم، وأخذت التجاعيد مأخذها من سحناتهم لا زالوا منهمكين في تشويه جمالية الرياضة السعودية بتلك الافتراءات التي تطال الهرم الأكبر فيها.
لنعترف أن أولئك المفترين حصدوا عقول أجيال متعاقبة، ولازالوا يسعون لاغتيال بعضها بتربيتهم على إدمان الحقد إزاء كل ما هو أزرق، ولعل أدبياتهم منذ السبعينيات وحتى اليوم تنضح بذلك، لكنني اليوم على ثقة بأنهم يعيشون خريف فكرهم، حتى وإن علا صوت صراخهم، فالصراخ وكما يقال على قدر الألم، وعلى ثقة أكبر بأن الهلال باق وهم إلى زوال.