عبد الله العجلان
في الوقت الذي أكدنا ونؤكد فيه أهمية وقيمة دورة الخليج فنياً وجماهيرياً واجتماعياً نجد أنها في البطولة الحالية (19) قد سلكت طريقاً إعلامياً ضاجاً وغوغائيا مزعجاً زاد عن حده الطبيعي والمعقول، فانقلب إلى ضده، وبدلا من أن يكون الإعلام وسيلة لنقل المعلومات والأخبار ومتابعة ما يدور حولها من تعليقات وردود أفعال وفق الحدود والأصول الإعلامية المتعارف عليها أصبح في خليجي (19) سبب مباشر للصراعات والصدامات المؤذية لشعوب الخليج، والمثيرة لاستهجان وتندر المشاهدين عموماً.
في الدورة الحالية والمتزامنة مع ما يجري لإخواننا في غزة هنالك تغطيات خلال ساعات بث مبالغ فيها ومملة لدرجة الإزعاج، ولغة العراك والتهويل باتت تسيطر على مضمون ونوعية الكثير من البرامج الحوارية والتحليلية، الأمر الذي ساهم في تفريغ الدورة من إمتاعها وإثارتها ومضامينها الكروية وأهدافها الأخلاقية والإنسانية، وفي تأزيم العلاقة مع المشاهدين وتراجع ثقتهم بمصداقية ما تقدمه الكثير من القنوات والصفحات الرياضية الخليجية.
من السهل جداً أن تكون لافتاً للانتباه بالصراخ ومثيراً للاهتمام بالسب والشتائم وقلة الأدب، لكن من الصعب أن تكسب الثقة والمحبة والاحترام.