خليجي 18للأغنياء فقط!
محمد الشيخ
قبل أعوام قليلة وتحديدا في (خليجي 15) والتي استضافتها السعودية في 2002م وصف المدرب الفرنسي لوشانتير دورة كأس الخليج بأنها (دورة شيوخ) في إشارة إلى أن قيمتها المعنوية لدى المسؤولين على كرة القدم في الخليج تفوق قيمتها الفنية.
@@ وقبل أيام نقلت بعض المواقع الرياضة عن رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم القطري محمد بن همام قوله عبر قناة الكأس والدوري القطرية أن دورة الخليج هي (رزة بشوت) وهو الوصف الذي ينسجم مع فكرة لوشانتير وإن بصيغة مختلفة.
@@ وبعيدا عما إذا كنت أتفق مع فكرة لوشانتير ووصف ابن همام أو لا أتفق فإن الحقيقة التي أعتقدها ويعتقدها كثيرون غيري أن دورة كأس الخليج لا تعادل في قيمتها الفنية شيئا من أصدائها الإعلامية والتي تصل لحد الخروج عن النص وليس ببعيد عنا الفرقعات الإعلامية ل (سليطي قطر) منذ أن أطل برأسه على دورات الخليج.
@@ الواقع الفني للبطولة ومقارنته بالواقع الإعلامي أمر لم يعد ثمة خلاف عليه لكن ما يحزن له - حقيقة - هو المبالغة في الإنفاق المادي الذي تسببه الدورة خصوصا للإتحادات المستضيفة حيث بدا واضحا أن هناك سباقا محموما بين الدول على هدر المال العام من خلال المخصصات الباهظة التي توضع لها والذي لا يتوافق معها واقعها الفني والإقليمي، وإن كان ثمة حديث بات يسمع مؤخرا عن ربحية أخذ يجنيها المنظمون فهو حديث مهموس لأن الواقع يبدو عكس ذلك تماما.
@@ وإذا كان تخصيص مبالغ كبيرة لصرفها على الدورة من قبل الدول المستضيفة لها شأن خاص يبقى استنزاف جيوب الأفراد من إعلاميين وجماهير أمرا ينبغي عدم السكوت عنه خاصة حينما تتجاوز الأمور حد المنطق ، ولعل ما يحدث اليوم ونحن نستقبل دورة (خليجي 18) في ابوظبي يحتاج إلى وقفة صارمة من قبل المنظمين لها.
@@ ثمة أصوات بدأت تتعالى من قبل عدد من الإعلاميين وكذلك الجماهير بعد الصدمة التي خلفتها أسعار الفنادق والشقق المفروشة في أبوظبي حيث بلغت أسعار الإقامة حد اللامعقول ، وهو ما وقفت عليه -شخصيا - قبل أيام في مسح سريع كشف حقيقة الواقع المؤلم.
@@ هذا الواقع جعلنا في "الرياض" نستقبل اتصالات عديدة من قبل زملاء إعلاميين وجماهير شغوفة كلهم باتوا يشكون لطوب الأرض من الحال الذي ينتظرهم في خليجي 18إلى درجة أن أحد الجماهير وبعد حسبة سريعة لتكاليف حضوره للدورة تساءل وفي حلقه غصة.. هل باتت دورة الخليج للأغنياء فقط ؟!.
@@ من جانبي بادرت بالاتصال برئيس اللجنة الإعلامية للدورة الزميل محمد المحمود الذي يقوم بجهود خارقة لتسهيل مهام الإعلاميين الذي سيغطون الحدث باعتباره من بشر الإعلاميين القادمين لأبوظبي بأسعار فندقية قيل انها تحمل مسمى (تخفيضات) وإذا بها في الواقع (تعقيدات) فوجدت المحمود يبرر الأمر على طريق من ليس بيده حيلة!!.
@@ تبريرات رئيس اللجنة الإعلامية لخليجي 18والمنشورة في "الرياض" قبل يومين توضح بجلاء حقيقة ان الأسعار في ابوظبي قد فلتت من عقالها وإن الأمر قد يتعدى السكن إلى كافة الأمور الاخرى وهو ما يعيدني إلى تلك العبارة الحزينة التي قالها ذلك المشجع المغلوب على امره بأن دورة الخليج باتت للأغنياء فقط!!.
البطولة خضراء وإن...
ثمة شعور يراودني أن البطولة ستكون خضراء بإذن الله ، ولا أخفي سرا بأن مصدر هذا الشعور ليس فنيا بحتا وإنما لأمور أخرى لعل اهمها أن تعاطينا الإعلامي وكذلك الشعبي مع المنتخب ليس بتلك الصورة التي كانت عليها منذ انطلاق الدورة اول مرة قبل 37حيث كنا نفرش لمنتخبنا البسط الحمراء نحو منصة الذهب حتى قبل ان يخطو خطوته الأولى ولذلك كان الواقع يخذلنا في معظم البطولات ، لكني قبل هذه الدورة كان الهدوء سيد الموقف وأحسبه أن يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة.. قولوا يارب