[align=center] بسم الله الرحمن الرحيم
الاستشهاد محل قدوة لاعتناق المبادئ الحية
يُعد أداء الاستشهاد من أجل مبادئ الحق والتعريف به أحد أكثر الوقائع نصاعة في تاريخ الإنسان. إذ ليس من السهل أن يرضى الإنسان كي تغنى حياته إلا حين يشعر تماماً أن هناك شيء ما أكبر من قيمة بقائه على قيد الحياة.
وموضوع الاستشهاد الإيجابي – إن صح التعبير بتسمية هكذا – ما يزال ينظر له على كونه تعبير عن صلابة موقف وإخلاص كبير لقضية عُليا وأداء الإنسان لحال الاستشهاد يعني أن الشهيد قد مهد الطريق لغيره كي ينتقموا من ظالمية الذين يعبرون عن الجانب الباطل ضمن أي صراع.
وللاستشهاد أسباب عديدة شخصية أو اجتماعية لكن الأسباب السياسية في العقود العشر الأخيرة وتحديداً منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية التي اندلعت وخمدت في العقد الثاني من القرن العشرين الماضي كانت أكبر مما شهده كل التاريخ السياسي العالمي بعد أن أخذت مبادئ السياسة تتنوع في تقديم إيديولوجياتها الوضعية التي أمتازت تارة بالمصداقية وفي أخرى بالتمويه ومما لا يفضل إغفاله بهذا الجانب مما قد وقع أن ملايين البشر كانوا وقود حرب وأحداث ولم يكونوا هم فيها الطرف المقتنع مما كان وما زال يحدث حتى الآن.
ولأن الطبقات الواعية في كل مجتمع أدت دور تيقيظ عقول الناس على العديد من الأسرار والمخططات التي كانت تحاك ضد الشعوب والأوطان فلعل هذا ما جعل قوى الشر الدولية أن تفتش من طريق ثالث لتنفيذ مآربها السياسية وأطماعها الاقتصادية فأحدثت تأسيس (جيوش الارتزاق) و(حكومات العمالة) وحتى تمر هذه الخطة فقد أسست حركات وتنظيمات وأحزاب رفعت (شعارات سياسية ملغومة) لا أساس لها من الصحة لكنها امتازت كشعارات من أجل (الاستهلاك السياسي المحلي) وبين هذا وذاك يمكن إصدار الحكم بكل ثقة بأنه ليس كل من مات قتيلاً يمكن اعتباره شهيداً لأن أصل الشهادة هو الذي يحدد إطلاق كلمة (شهيد) أو (شهيدة) على البشر والأصل هنا يعني بالضبط أن يكون الإنسان مدافعاً عن الحق في أي صراع وليس عن (جهة باطلة) أو (حكومة ظالمة) أو (تجمع عميل) أو (اصطفاف ارتزاقي).
والشهيد أو الشهيدة باعتبارهما قدوة قد تبرعت بإنهاء حياة أي منهما فلم يعد شيء بعد أداء الشهادة يمكن أن يكون قابلاً للمقارنة به والشهيد أو الشهيدة هنا هما بطلان في عملية الصراع مع الباطل أي كانت هوية هذا الباطل.
إن اللامبالاة للحياة أو الموت التي يبديانها كل من الشهيد أو الشهيدة كمن يزرع غصن شجيرة في أرضية خصبة ولا بد وأن تكبر وتثمر وزمام الحكم الأخير لمعنى الاستشهاد يبقى أعظم إهداء يقدمانه تجاه تسييد المبادئ الحية وفي سبيل أن يكون للخلود معناً حقيقياً.
[/align]