نعم للغيرة بين الأزواج ولكن...
لعل الخوف من فقدان الزوج أو الزوجة, والرغبة في استمرار العيش مع الطرف الآخر مدى الحياة, أو الحب الذي يصل إلى المراتب العليا, كلها مشاعر تؤدي إلى ظهور ما يسمى بالغيرة التي تعد من المشاعر المحتوية على المتناقضان لتكون من أزكى المشاعر في حال و من أسوئها في حال أخرى, كيف ذلك هذا ما سيتضح لنا من خلال هذا المقال.
الغيرة من وجهة نظر شرعية
لم يثبت أن الإسلام قد أتى بما ينافي الفطرة البشرية فكل ما سنه الشرع خير خاصة إن تم الأخذ به وتطبيقه على الوجه الأكمل, وهذا ما يمكن إسقاطه على الغيرة, فالإسلام حينما تكلم عنها وضع ووضح حدودها, وذكر سلبياتها و إيجابياتها.
فعن سعد بن عبادة قال: يا رسول الله، لو وجدت مع أهلي رجلاً لم أمسه حتى آتي بأربعة شهداء؟! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم. قال: كلا والذي بعثك بالحق، إن كنت لأعاجله بالسيف قبل ذلك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسمعوا إلى ما يقول سيدكم ، إنه لغيور ، وأنا أغير منه والله أغير مني . ( وفي رواية للبخاري: ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه العذر من الله، ومن أجل ذلك بعث المبشرين والمنذرين ولا أحد أحب المدح من الله ولأجل ذلك وعد الجنة ) .
و عن جابر بن عتيك: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقول: "من الغيرة ما يحب الله, ومنها ما يبغضه الله, فأما التي يحبها الله فالغيرة في الريبة, وأما التي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة. [رواه أبو داود].
والواضح من قوله صلى الله عليه وسلم أن الغيرة شيء مطلوب في العلاقات الزوجية بحدود إذا تم تجاوزها فستؤول إلى ما لا يحمد عقباه.